أكذوبة "وصية الحجاج بن يوسف لطارق
بن عمر"عن أهل مصر !
كتبها : الطيب أديب
كتبها : الطيب أديب
***************
انتشرت في المواقع الاجتماعية والمنتديات الالكترونية"أكذوبة" وصية الحجاج بن يوسف الثقفي لطارق بن عمر قبل توليه إمارة مصر في عهد بني أمية، والتي يقول فيها الحجاج لطارق بن عمر :
)لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب وهم أهل قوة وصبر و جلدة و حمل ،و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم ،فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه ،وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه ،فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم ،فانتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثاً:
-1نساؤهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.
-2أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم.
-3دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.
وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله.
_______________
وعندما بحثت عن أصل الرواية في الموسوعات التاريخية، لم أجد لها أثرا،بل أن بعض المنتديات الليبية نقلت الوصية على أنها وصية الحجاج لطارق بن عمر قبيل توليه إمارة ليبيا ..وقارئ التاريخ المتأمل لنص الوصية يدرك الآتي :
-1لاحظ قوله : (وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله) ،ستجد أنه أسلوب كتاب معاصرين .
-2الأسلوب ركيك جدا ولايدل على بلاغة الحجاج، فرغم جبروته وسفكه للدماء إلا أنه كان بليغا فصيحا، وقال عنه أبو عمرو بن العلاء في "من الوافي بالوفيات": (ما رأيت أحداً أفصح من الحجاج والحسن ، والحسن أفصحهما. وقال ابن عون : كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ عرفت أنه طالما درس القرآن. وقيل إنه كان يقرؤه كل ليلة. وقال عتبة بن عمرو : ما رأيت عقول الناس إلاّ قريباً بعضها من بعض إلاّ الحجاج وإياس ابن معاوية فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس(.
-3 لم يتول طارق بن عمر ولاية مصر في أي عصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق