نبيل بقطر يحاور الأديب القنائي الذي اقتحم حقل ألغام الأطفال ..!

الطيب أديب:

* مايذاع من أفلام كارتون يجعلنا نتحسر على ماوصل إليه الحال في بلادنا..!

                              **********************************

* متى بدأت الكتابة .. وإلى أي جيل ينتمي الطيب أديب ..؟

** بدأت الكتابة مبكرا وأنا في المرحلة الثانوية لكنها بدأت تنضج في نهاية المرحلة الجامعية ، ونشرت أول أعمالي القصصية في بداية التسعينيات وبعدها عرفت أعمالي طريقها للنشر في الدوريات والصفحات الثقافية في مصر والعالم العربي.. فأنا انتمي لجيل الثمانينيات وإن كنت بدأت النشر في التسعينيات .

*ما هي حصيلة أعمالك الإبداعية حتى الآن؟

**صدر لي حتى الآن عدة كتب منها ماهو أدبي ومنها ماهو تربوي أو سياسي، فقد صدر لي ، مجموعة قصصية ( رحيل السنط ) عن مركز الحضارة العربية عام 2003 م ، ومجموعة كتب قصصية مصورة للأطفال عن دار روان للنشرعام 2004م، وكتاب 0 كيف نربي أطفالنا ؟وصدر عن دار روان للنشر عام 2007م ، ورواية " رائحة الطين " عن دار وعد للنشرعام 2008، وكتاب ( نحن والغرب وإسرائيل ) مقالات منشورة ، عن مركز الحضارة العربية عام 2008 م . وسلسلة كتيبات سيرة الحبيب ( عشرة أجزاء ) عربي انجليزي عن دار روان للنشر ، وكتاب ( طفلي من ميلاده حتى بلوغه ) عن دار اليقين بالمنصورة عام 2009م .

*من هم الأدباء الذين تأثرت بهم محليا-عالميا؟

** محليا تأثرت واستفدت من أكثر من كاتب مثل نجيب محفوظ ، يوسف إدريس جمال الغيطاني، بهاء طاهر ،محمد جبريل ، يحي حقي، الطيب صالح وغيرهم ، أما عالميا فقرأت لـ "هنري ميلر"، "همنجواي" ،"كافكا"، "نادين جوردمير"، وغيرهم ..

*أيهما أصعب الكتابة للكبار أم الكتابة للأطفال؟ وماالذي دفعك للكتابة للطفل؟

** الكتابة للصغار تحتاج من الكاتب جهد أكبر، لأن الكاتب لابد أن ينزل للطفل ويخاطبه بلغة سهلة ومفهومة وأن يضع في حسبانه أمور عدة وأن يتذكر دائما أن الطفل ذكي بفطرته . وكتبت للطفل لأني وجدت نفسي قادرا على مخاطبته إبداعيا، ولأن الطفل العربي بصفة عامة محروم من القراءة و لأساهم في إعداد الجيل الجديد الذي يحتاج منا الكثير من توجيه وتربية سليمة وغرس النواحي الجمالية والحسية التي تساعده على حب الحياة والذوق والقيم وحب العلوم وربطه بتاريخ أجداده خاصة في ظل التغيرات الخطيرة التي يشهدها العصر.

*مامدى تأثيرمايذاع عبروسائل الإعلام المختلفة على الطفل المصري وبخاصة ما يذاع على الفضائيات من برامج إعلانية وفضائح وأفلام عنف ومسلسلات تافهة؟

** مايذاع ويبث على الفضائيات العربية من برامج وأفلام كارتون وأفلام عنف يدعو للحسرة على ماوصل إليه الحال في بلادنا فالأعمال الجادة قليلة ومعظمها أعمال أجنبية تدعو للعنف وتعلم أطفالنا الإرهاب والجنس والعنف ، نحن لاندعو لكره الآخر وإنما نحترم الأعمال الجادة والمفيدة حتى وإن كانت مادتها أجنبية، ولكن إذا كانت مادة غريبة ولاتقدم مايفيد أطفالنا يجب علينا تجنبها .. وعلي الهيئات المختصة أن تهتم بتشجيع المؤسسات الخاصة وتدعيمها، والاهتمام بالكتاب وتشجيعهم معنويا وماديا لينتجوا أدبا راقيا للطفل العربي يصلح لإنتاجه على خشبة المسرح وسينما الطفل المهملة ( حاليا )، وأفلام كارتون هادفة تنمي في الطفل الحس الأدبي والفكري والذوق والجمال .

* كيف نرتقي بأدب الطفل وننهض به ؟

** الموضوع يحتاج لبحوث ودراسات ومؤتمرات ، ونية صادقة من الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة والتربويين والأدباء لوضع إستراتيجية محددة للارتقاء بما ينتج للطفل العربي سواء كان مطبوعا أو مرئيا أو مسموعا ، وأرى ضرورة الاهتمام بالمنتج الأساسي وهو الكاتب وتشجيعه معنويا وماديا ، بجانب دعم إصدارات الطفل لتصل لغير القادرين على شرائها، ودعم المؤسسات الخاصة والتأني في اختيار المواد المنشورة ، وعودة الهيبة للمناهج المدرسية والمعلم ، ومشاركة أولياء الأمور والأطفال أنفسهم في عملية تقييم ما يقدم للأطفال الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل .

*نشرت العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة عن طريق دور النشر الخاصة أليس لإصدارات وزارة الثقافة أي دور في نشر كتاباتك؟

** بصراحة كل إصداراتي صدرت عن دور نشر خاصة وهي أكثر انتشارا ، أما إصدارات وزارة الثقافة فلا أحبذها ، لأنني لا أحب تضييع وقتي في اقتناء الشلل والتردد على مكاتب المسئولين في الهيئة ، وانتظار لجان القراءة التي لاتنهتي من لجنة إلى أخرى وقد يبقى الكتاب لأكثر من أربع سنوات إذا انتهت اللجان قبل أن يرحل الكاتب . المنظومة التي تتبعها الهيئة عقيمة ولابد من تعديلها ن وإذا كانت الهيئة جادة في الإصلاح فلابد من احترام الإبداع والمبدعين ، وألا يتدخل مشرفو النشر في رؤية الكاتب وعليهم احترام إبداعه مادام يكتب بطريقة منهجية ، عليهم ألا يطالبوه بتبديل الأعمال أو إضافة أعمال أخرى تتفق وسياسة الهيئة، وأن يبتعد المشرفون عن المجاملات و تبني الأعمال الهابطة التي تصدر لأنصاف كتاب وشعراء لا يتمتعون بأي موهبة .

*ماهو ورأيك في الدورالذي تقوم به مكتبة الأسرة بالاشتراك مع بعض الوزارات في نشر الثقافة في جميع ربوع مصر؟

** بصراحة ،مكتبة الأسرة لها دور رائد لاينكره أي مثقف لأنها استطاعت أن تصل بإصداراتها إلى البيت المصري وساعدت الكثير من الأسر على تكوين مكتبات في البيوت إضافة إلى اهتمامها بإعادة إصدار كتب التراث وبيعها بسعر يتناسب مع القارئ المحروم من شرائها .

*هل الانترنت لة تأ ثيرعلى المبدع والقارئ مستقبلا ؟

** الانترنت له دور كبير على المبدع والقارئ ، هناك عدد غير قليل من المبدعين في مصر والبلدان العربية اقتحموا عالم الانترنت وبدءوا يتواصلون عبر مدوناتهم ( سهلة الإنشاء ) أو مواقع الانترنت المعروفة وتساعدهم على التواصل والكتابة بحرية كاملة مما أثر على الكثير من الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات ، هذه الصفحات التي يضحي بها رؤساء التحرير من أجل إعلان أو تهاني المسئولين على الرغم من وجود مساحات شاسعة على صفحات أخري في الصحيفة .

*هل يتناسب ما يناله أدباء الجنوب من شهرة مع ما يقدمونه من إبداعات؟

** لم ينل أدباء الجنوب حقهم في النشر ولا النقد ، وعلى الرغم من تجاهل الإعلام لإبداعاتهم إلا أن عددا غير قليل منهم حقق شهرة واسعة في ظل تردده على الندوات والمهرجانات ومواقع الانترنت العديدة ،وأصبحوا أكثر شهرة من غيرهم لأن الإبداع الجيد والأصيل يفرض نفسه على الساحة .

*ما مدى تأثير كوم الضبع والبيئة الصعيدية في تشكيل وجدان الطيب أديب؟

** البيئة الصعيدية ثرية وتشجع على الإبداع وكوم الضبع تمثل لي الملهم الأول والحقيقي لإبداعاتي خاصة قصصي الأولى وروايتي الأخيرة حيث تفتحت عيناي على حكايات الناس البسطاء وأشعارهم وغناء الفلاحين في الحقول ، كل الحياة في البيئة الجنوبية كانت تدعو للإبداع والتأمل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نشر بجريدة "خط أحمر" - في 30/ديسمبر / 2009م.