صدرت عن دار وعد للنشر- القاهرة 2008م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع مطلع الشتاء ينتشر الفلاحون في الأراضي يسحب الواحد منهم بقرته ويربطها في المحراث يحرث الأرض ويرش البذور ويسحب البقرة لتجر قطعة من جذوع النخل المعبدة مربوطة في عنق البقرة بينما نحن الصغار نعتلي" الدحديحة "تدوس البذور في الأرض , وفي اليوم التالي يربط عم عبد العال بقرته في الساقية فتدور تسحب المياه من أسفل مندفعة عبر القواديس الفخارية تملأ الجداول تروي الحقول وعلي أنين الساقية الشجي يتغنى عم عبد العال :
ابكي علي ونوحي نوحي .
علي وليدك في الخلا مطروحي .
ابكي علي وخططي بالعودي .
علي الزمان اللي ما راضي يعودي .
وتدور البقرة على نغماته وخرير المياه حتى إذا ما ارتوت الأرض توقفت البقرة وعم السكون .
وعند نضج السنابل يهرول الحصادون بمناجلهم الحادة يجزون أعواد القمح ويربطونها خلف ظهورهم ويجمعونها في كومة مرتفعة وهم يغنون :
زمانا قلبنا وعدلنا .
وادي ريحة الجنة فاحت .
لما جينا ناخد عدلنا .
لقينا الأيام ولت وراحت .
في اليوم التالي تتجمع الفتيات يحملن المقاطيف على رؤوسهن (يصيفن) يجمعن الفاقد من سنابل القمح في الغيطان , يفركنه في البيوت ويقبل بعضهن إلى دكان الحاج حماد يشترين به سكر وشاي ولبان دكر .
تعود البقرة تدور علي لحن النورج فوق جرن القمح , تدرسه فتختلط غلات القمح بالتبن , ويجمعه الفلاح كومة واحدة حتى إذا ما هبت الرياح يذري عم عبد العال الجرن بالمذراية فاصلاً غلاله عن تبنه وهو يغني :
أمي وأبوي سيبوني صغاري .
وقعدت أقلب في الهموم محتاري .
أمي وأبوي لبسوني حرامي.
خافوا علي م السموم الحامي .
وكلما امتلأت صوامع القمح بالحبوب غنى الفلاح وعندما تعلو شونة التبن تطرب البقرة .
في الصيف تحوم الطائرات الصغيرة حول غيطان القطن ترش السموم , وعلى الرغم من تحذيرات مسئولي الجمعية الزراعية للفلاحين بإبعاد حيواناتهم , إلا أن صرخات الفلاحين كانت ترتفع بين جنبات الغيطان تعلن عن هلاك بقرة أو حمار تسلل للغيطان فأصابته السموم , وعندما ينضج القطن وتفقس لوزته الصغيرة ويغطي اللون الأبيض عيدان القطن تغلق المدارس أبوابها في أجازة قصيرة , ويشارك التلاميذ في جني القطن ويزن الفلاح حصيلة القطن المجني بالرطل , نفرح بالقروش القليلة بينما ترتفع الزغاريد في جنبات القرية ويطوف المزمار شوارعها يزف البنات للشباب .
*******
دخان كثيف ينبعث من عيني الفرن الضيقتين وفوهتها الواسعة بينما أمي جالسة أمامها تجر "الوقيد" - المكون من مخلفات النباتات والأشجار- تقبض على حفنة منه وتلقي بها في الفتحة السفلية إلى جوف الفرن فتشتعل وتخرج النيران من عيني الفرن , وعندما يهدأ دخان الفرن , تستدير أمي واقفة تحمل الدوار الصغيرة المرصوص فوقها قطع العجين التي خمرتها حرارة الشمس , أتسابق وأختي الصغيرتين نقرب لها دوار العجين , بينما هي تمسك عصى طويلة يعلوها قطعة قماش مبللة تدخلها في فوهة الفرن تمسح صاجها ، وتسحب المطرحة الخشبية إلى جوارها وتمسك الدورة بيدها اليمنى وتنقل قطعة العجين على رأس المطرحة وترصها في آخر الفرن حتى إذا امتلأت صاجة الفرن سدت فوهتها بدورة فارغة وبعد دقائق تسحب الخبز من فوهة الفرن باللوح فيخرج طازجاً وترصه على "برش الخوص " الواسع , أسرع إلي حجرة المطبخ اسحب صحناً صغيراً وأهز بلاص العسل الأسود وأميله على الصحن فيمتلأ عن آخره ملطخا أرضية المطبخ ببقايا عسل لم أفلح في محو أثرها , أسحب برطمان الطحينة أهزه جيدا وافتحه وأميله على الصحن فيكسو اللون الأبيض سطح الصحن , أنادي على منال فتأتي تحمل رغيفاً وتجلس معي على مصطبة السلم تشاركني وجبتي المفضلة .
فرحتي بالبيت الجديد والمدرسة لم تعوضني عن المكان القديم , فأصبحت أتردد على بيت جدي ، ففيه كنت أشعر بالدفء ونبض الحياة يتدفق في جنبات البيت المزدحم بالأطفال والحريم وطقوس المودة وحكايات جدتي التي كانت تحكيها لي قبل النوم عن الزناتي خليفة وأبو زيد الهلالي والأمير والأميرة وعندما كنت افتح عيني اسمعها وتشعر بالتعب تحكي لي حكاية "أمنا الغولة " فيرتعش جسدي وأنام , في الصباح أصحو فأجد فراشي مبللاً فتضربني أمي , استغيث بجدتي فتنهرها وتتركني أمي .
فسحاية الجامع والجميزة والعصافير تشقشق فوقها كل صباح ونحن نهرول تحتها نلعب ونمرح .. أغاني النحاسين الغرباء وهم يلمعون الحلل والطشوت النحاسية لأهالي القرية .. مرور عازف الربابة والطبل البلدي والسعدية بهذه الساحة التي يرتفع غربها ضريح جدنا الشيخ " فرحان" ويذبح الناس عنده الذبائح المنذورة ويتبرك به المسافرون والحريم الراغبات في الحمل , ومن عنده ينطلق موكب عيد الأضحى كل عام .. الجمال المزينة تعلوها التوابيت .. الخيالة يمتطون الخيول.. وعندما يعزف المزمار ويضرب الطبال وتكتمل الوفود ينطلق الموكب إلى جبانة الشيخ حسين في صحراء نقادة ويتخلل الطريق وقفات على أثرها يرقص واحد من الشباب تارة أو أحد الخيالة بحصانه تارة أخرى على نغمات المزمار ، وينطلق الموكب حتى إذا ما وصل لحافة الصحراء التحم الموكب بمواكب العيد القادمة من القرى الأخرى مكونين ملحمة كبيرة تلتقي خلالها الوفود الشبابية يتبادلون التهاني ويأكلون الفول النابت والحلاوة الهريسة , عند حافة الجبانة الشرقية , ويتجه الموكب خلف القبور المجاورة حتى إذا ما اقترب من سفح الجبل تجد الخيول مجالاً فسيحاً في حلقة المرماح يتسابق فيها الخيالة على نغمات المزمار .
وما إن تنتهي حلقة المرماح حتى تبدأ حلبة التحطيب ، ويقترب المتفرجون يلفون دائرة حول فرقة المزمار ، ويتقدم لاعبو العصى اثنين اثنين , يمسك كل منهما "شوبته" ويضربها على الأرض عدة ضربات حتى يقترب أحدهما من الآخر ويظلا يضربان بعضهما ويصدان الضربات حتى إذا انتصر أحدهما صفق له الجمهور وخرج المغلوب ودخل غيره .
***
سنة كاملة مرت على زواج جارتنا نعيمة بنت عبد المريد ، فأرسلتني أم نعيمة لبيت بدرية العايقة , ولما دخلت البيت فكت أم نعيمة طرف منديلها وأخرجت ربع جنيه ورق وربطته في طرف إيشارب نعيمة وناولته لبدرية فلفته ودسته في صدرها المنتفخ وقالت :
- البنت مقصودة .. عين وصابتها، يا رب يفك ضيقتها من يوم م جوزت وهما وراها
- ربنا ينتقم منهم .
- حتى جوزها ربطوه يوم دخلته وقعد أسبوع مش قادر يتهنا بعروسته .
- همي شوية يا بدرية عشان تلحقي الرفاص وتيجي بدري من قوص .
وعندما جاءت بدرية العايقة فكت طرف "الإيشارب" , وأخرجت قطعة صغيرة مكسوة بالجلد , وناولتها لأم نعيمة وبعد ثلاثة أسابيع جاءت بدرية مبكراً وخرج ثلاثتهن أم نعيمة ونعيمة وبدرية يركضن إلى جبانة الشيخ حسين وتحججت أم نعيمة بزيارة قبر أبيها الذي لم تقرأ الفاتحة على روحه منذ ثلاث جمع كاملة , وراحت نعيمة تخطي فوق القبور بعدها تسلل ثلاثتهن مع جمع من الحريم الراغبات في الحمل , وتوجهن إلى " بير العين " عند دير "مار جرجس " وبعد مشقة المشي فوق رمال الصحراء الساخنة وصل الركب " لبير العين " وبدأت الطقوس باللف حول " البير" وتناوبن على إلقاء قطع الخبز والحلوى في فوهة " البير" حتى جاء الدور على نعيمة فهبطت على درج البير الترابي فاغتسلت من مياهها القريبة وملأت " قزازة" كبيرة لتغتسل بها في بيت زوجها .
كانت طقوس " بير العين " مصدراً لارتزاق سكان المنطقة المقفرة الذين كانوا يجدون أنيساً لهم في عزلتهم يدر عليهم خبزاً وحلوى وذبائح تذبح عند فوهة البئر على نغمات المزمار عندما تصادف عملية الاغتسال حمل واحدة من زائرات البئر , غير أن نعيمة لم تعد مرة أخرى بأي هدايا " لبير العين" وفارقتها الأفراح بعد أن تزوج عليها زوجها من نعمات بنت عمه .
ابكي علي ونوحي نوحي .
علي وليدك في الخلا مطروحي .
ابكي علي وخططي بالعودي .
علي الزمان اللي ما راضي يعودي .
وتدور البقرة على نغماته وخرير المياه حتى إذا ما ارتوت الأرض توقفت البقرة وعم السكون .
وعند نضج السنابل يهرول الحصادون بمناجلهم الحادة يجزون أعواد القمح ويربطونها خلف ظهورهم ويجمعونها في كومة مرتفعة وهم يغنون :
زمانا قلبنا وعدلنا .
وادي ريحة الجنة فاحت .
لما جينا ناخد عدلنا .
لقينا الأيام ولت وراحت .
في اليوم التالي تتجمع الفتيات يحملن المقاطيف على رؤوسهن (يصيفن) يجمعن الفاقد من سنابل القمح في الغيطان , يفركنه في البيوت ويقبل بعضهن إلى دكان الحاج حماد يشترين به سكر وشاي ولبان دكر .
تعود البقرة تدور علي لحن النورج فوق جرن القمح , تدرسه فتختلط غلات القمح بالتبن , ويجمعه الفلاح كومة واحدة حتى إذا ما هبت الرياح يذري عم عبد العال الجرن بالمذراية فاصلاً غلاله عن تبنه وهو يغني :
أمي وأبوي سيبوني صغاري .
وقعدت أقلب في الهموم محتاري .
أمي وأبوي لبسوني حرامي.
خافوا علي م السموم الحامي .
وكلما امتلأت صوامع القمح بالحبوب غنى الفلاح وعندما تعلو شونة التبن تطرب البقرة .
في الصيف تحوم الطائرات الصغيرة حول غيطان القطن ترش السموم , وعلى الرغم من تحذيرات مسئولي الجمعية الزراعية للفلاحين بإبعاد حيواناتهم , إلا أن صرخات الفلاحين كانت ترتفع بين جنبات الغيطان تعلن عن هلاك بقرة أو حمار تسلل للغيطان فأصابته السموم , وعندما ينضج القطن وتفقس لوزته الصغيرة ويغطي اللون الأبيض عيدان القطن تغلق المدارس أبوابها في أجازة قصيرة , ويشارك التلاميذ في جني القطن ويزن الفلاح حصيلة القطن المجني بالرطل , نفرح بالقروش القليلة بينما ترتفع الزغاريد في جنبات القرية ويطوف المزمار شوارعها يزف البنات للشباب .
*******
دخان كثيف ينبعث من عيني الفرن الضيقتين وفوهتها الواسعة بينما أمي جالسة أمامها تجر "الوقيد" - المكون من مخلفات النباتات والأشجار- تقبض على حفنة منه وتلقي بها في الفتحة السفلية إلى جوف الفرن فتشتعل وتخرج النيران من عيني الفرن , وعندما يهدأ دخان الفرن , تستدير أمي واقفة تحمل الدوار الصغيرة المرصوص فوقها قطع العجين التي خمرتها حرارة الشمس , أتسابق وأختي الصغيرتين نقرب لها دوار العجين , بينما هي تمسك عصى طويلة يعلوها قطعة قماش مبللة تدخلها في فوهة الفرن تمسح صاجها ، وتسحب المطرحة الخشبية إلى جوارها وتمسك الدورة بيدها اليمنى وتنقل قطعة العجين على رأس المطرحة وترصها في آخر الفرن حتى إذا امتلأت صاجة الفرن سدت فوهتها بدورة فارغة وبعد دقائق تسحب الخبز من فوهة الفرن باللوح فيخرج طازجاً وترصه على "برش الخوص " الواسع , أسرع إلي حجرة المطبخ اسحب صحناً صغيراً وأهز بلاص العسل الأسود وأميله على الصحن فيمتلأ عن آخره ملطخا أرضية المطبخ ببقايا عسل لم أفلح في محو أثرها , أسحب برطمان الطحينة أهزه جيدا وافتحه وأميله على الصحن فيكسو اللون الأبيض سطح الصحن , أنادي على منال فتأتي تحمل رغيفاً وتجلس معي على مصطبة السلم تشاركني وجبتي المفضلة .
فرحتي بالبيت الجديد والمدرسة لم تعوضني عن المكان القديم , فأصبحت أتردد على بيت جدي ، ففيه كنت أشعر بالدفء ونبض الحياة يتدفق في جنبات البيت المزدحم بالأطفال والحريم وطقوس المودة وحكايات جدتي التي كانت تحكيها لي قبل النوم عن الزناتي خليفة وأبو زيد الهلالي والأمير والأميرة وعندما كنت افتح عيني اسمعها وتشعر بالتعب تحكي لي حكاية "أمنا الغولة " فيرتعش جسدي وأنام , في الصباح أصحو فأجد فراشي مبللاً فتضربني أمي , استغيث بجدتي فتنهرها وتتركني أمي .
فسحاية الجامع والجميزة والعصافير تشقشق فوقها كل صباح ونحن نهرول تحتها نلعب ونمرح .. أغاني النحاسين الغرباء وهم يلمعون الحلل والطشوت النحاسية لأهالي القرية .. مرور عازف الربابة والطبل البلدي والسعدية بهذه الساحة التي يرتفع غربها ضريح جدنا الشيخ " فرحان" ويذبح الناس عنده الذبائح المنذورة ويتبرك به المسافرون والحريم الراغبات في الحمل , ومن عنده ينطلق موكب عيد الأضحى كل عام .. الجمال المزينة تعلوها التوابيت .. الخيالة يمتطون الخيول.. وعندما يعزف المزمار ويضرب الطبال وتكتمل الوفود ينطلق الموكب إلى جبانة الشيخ حسين في صحراء نقادة ويتخلل الطريق وقفات على أثرها يرقص واحد من الشباب تارة أو أحد الخيالة بحصانه تارة أخرى على نغمات المزمار ، وينطلق الموكب حتى إذا ما وصل لحافة الصحراء التحم الموكب بمواكب العيد القادمة من القرى الأخرى مكونين ملحمة كبيرة تلتقي خلالها الوفود الشبابية يتبادلون التهاني ويأكلون الفول النابت والحلاوة الهريسة , عند حافة الجبانة الشرقية , ويتجه الموكب خلف القبور المجاورة حتى إذا ما اقترب من سفح الجبل تجد الخيول مجالاً فسيحاً في حلقة المرماح يتسابق فيها الخيالة على نغمات المزمار .
وما إن تنتهي حلقة المرماح حتى تبدأ حلبة التحطيب ، ويقترب المتفرجون يلفون دائرة حول فرقة المزمار ، ويتقدم لاعبو العصى اثنين اثنين , يمسك كل منهما "شوبته" ويضربها على الأرض عدة ضربات حتى يقترب أحدهما من الآخر ويظلا يضربان بعضهما ويصدان الضربات حتى إذا انتصر أحدهما صفق له الجمهور وخرج المغلوب ودخل غيره .
***
سنة كاملة مرت على زواج جارتنا نعيمة بنت عبد المريد ، فأرسلتني أم نعيمة لبيت بدرية العايقة , ولما دخلت البيت فكت أم نعيمة طرف منديلها وأخرجت ربع جنيه ورق وربطته في طرف إيشارب نعيمة وناولته لبدرية فلفته ودسته في صدرها المنتفخ وقالت :
- البنت مقصودة .. عين وصابتها، يا رب يفك ضيقتها من يوم م جوزت وهما وراها
- ربنا ينتقم منهم .
- حتى جوزها ربطوه يوم دخلته وقعد أسبوع مش قادر يتهنا بعروسته .
- همي شوية يا بدرية عشان تلحقي الرفاص وتيجي بدري من قوص .
وعندما جاءت بدرية العايقة فكت طرف "الإيشارب" , وأخرجت قطعة صغيرة مكسوة بالجلد , وناولتها لأم نعيمة وبعد ثلاثة أسابيع جاءت بدرية مبكراً وخرج ثلاثتهن أم نعيمة ونعيمة وبدرية يركضن إلى جبانة الشيخ حسين وتحججت أم نعيمة بزيارة قبر أبيها الذي لم تقرأ الفاتحة على روحه منذ ثلاث جمع كاملة , وراحت نعيمة تخطي فوق القبور بعدها تسلل ثلاثتهن مع جمع من الحريم الراغبات في الحمل , وتوجهن إلى " بير العين " عند دير "مار جرجس " وبعد مشقة المشي فوق رمال الصحراء الساخنة وصل الركب " لبير العين " وبدأت الطقوس باللف حول " البير" وتناوبن على إلقاء قطع الخبز والحلوى في فوهة " البير" حتى جاء الدور على نعيمة فهبطت على درج البير الترابي فاغتسلت من مياهها القريبة وملأت " قزازة" كبيرة لتغتسل بها في بيت زوجها .
كانت طقوس " بير العين " مصدراً لارتزاق سكان المنطقة المقفرة الذين كانوا يجدون أنيساً لهم في عزلتهم يدر عليهم خبزاً وحلوى وذبائح تذبح عند فوهة البئر على نغمات المزمار عندما تصادف عملية الاغتسال حمل واحدة من زائرات البئر , غير أن نعيمة لم تعد مرة أخرى بأي هدايا " لبير العين" وفارقتها الأفراح بعد أن تزوج عليها زوجها من نعمات بنت عمه .