غزة تصارع الحصار والدمار .. وتخاذل المجتمع الدولي !!
يمتد قطاع غزة على شكل شريط ساحلي ضيق على ساحل البحر المتوسط الذي يحده من جهة
الغرب بينما تحده إسرائيل شرقاً وشمالاً وشبه جزيرة سيناء – المصرية - في جنوبه الغربي وتبلغ مساحة القطاع 378كم2 تقريبا ، ويسكنه ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني معظمهم من لاجئي حرب 1948 ويضم القطاع نحو 44 تجمعا سكنياً منها .. غزة ، رفح ، خان يونس ، جباليا ، دير البلح ، بيت لاهيا وغيرها ....
وفى غزة توفى هاشم بن عبد مناف جد الرسول - صلى الله عليه وسلم – ودفن فيها وعرفت غزة بأنها بوابة مصر للقادم من الشام وبوابة الشام للقادم من مصر ، ولأهمية موقع غزة الاستراتيجي وخيراتها تعاقب عليها الغزاة من كل صوب فاحتلها الآشوريون والرومان والصليبيون والفرنسيون والبريطانيون والصهاينة لكنها وقفت صامدة تقاوم الغزاة حتى رحلوا عنها .
وعندما ألغى الانتداب البريطاني على فلسطين في مايو 1948 م ظل القطاع ضمن الأراضى الموعودة للدولة الفلسطينية فى خطة تقسيم فلسطين لكن قيام حرب 1948 أدى لتوقف الخطة فخضع القطاع للحكم العسكرى المصرى في الفترة ما بين 1948 حتى 1956م ثم احتلته إسرائيل ستة أشهر وفى مارس 1957 م انسحب الجيش الاسرائيلى وعاد القطاع للحكم العسكرى المصرى وفى العام 1967 م اجتاحت القوات الإسرائيلية قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء فاحتلتهما وفى العام 1982م انسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء بموجب اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل ، وبقى القطاع تحت الحكم الإسرائيلي .
وبعد اتفاق أوسلو 1993م دخلت بعض مناطق القطاع إلى السلطة الفلسطينية . وفى شهر فبراير 2005م طبقت الحكومة الإسرائيلية خطة " أريل شارون " رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ، والتى قضت بانسحاب أحادى الجانب ؛ وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية من القطاع وانسحبت القوات الإسرائيلية من القطاع في 12 ديسمبر 2005م . وفى 25فبراير 2006م تسللت قوة من كتائب عز الدين القسام عبر أحد الإنفاق وهاجمت قوة مدرعات إسرائيلية كانت تراقب الحدود وتمكنت قوة الكتائب من قتل جنديين إسرائيليين وأسرت الجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط ) ونقلته للقطاع على أثرها عادت القوات الجوية الإسرائيلية تدك أنحاء القطاع بلا هوادة بل وجيشت إسرائيل المجتمع الدولي فأحكمت الحصار على القطاع كله ، هذا الحصار الذي بادرت الإدارة الأمريكية بمباركته وأسرعت الدول الأوروبية المانحة فحظرت كافة المساعدات المالية الداعمة للموازنة الممنوحة للدولة الفلسطينية فماذا كانت نتيجة الحصار ؟
* شح الغذاء وارتفع عدد الفقراء حتى بلغت نسبة الفقر 80% من سكان القطاع وتفشت البطالة وشح الوقود وانقطعت الكهرباء وانعدم الدواء والمعدات الطبية .. فزادت حالات الوفيات بين الصغار والكبار..
· تتعمد إسرائيل تجريف ا لأراضى الزراعية واقتلاع الأشجار بصفة متكررة إلى جانب عدم توفير البذور والأسمدة والمبيدات .
· قامت القوات الإسرائيلية بهدم الآبار بامتداد القطاع ولم يتبق إلا بئران من جملة 35بئرأً للمياه العذبة .
· تقوم إسرائيل بتفريغ آلاف الأمتار المكعبة من المياه العادمة بصفة يومية في ميناء غزة ما أدى إلى انعدام الثروة السمكية ، إضافة لحرمان الصيادين من الصيد داخل مياه غزة .
* إن حصار غزة الطويل وصمة عار على جبين الإنسانية في العصر الحديث ، إذ تحولت لأكبر سجن مفتوح في العالم بتعرض سكانه لـ " هو لو كست " جديد ، أما المذ ابح المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة وراح ضحيتها آلاف الأبرياء فتعد دليلا قاطعا لتنفيذ خطة " الهولوكوست " التي اعتزم العدو الصهيوني على تنفيذها تحت ستار دولي’ و أما سكوت الحكومات العربية وتخوفها من خرق الحصار وعدم اتخا ذها مواقف حاسمة في الضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني الإرهابية ، فإن الحكومات العربية بمواقفها السلبية تعد مشاركة في هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة. فيا كل أحرار العالم أسرعوا لوقف المحرقةو رفع الحصار ، ويا أهل غزة الأبطال مزيد من الصمود فإن النصر موعد كم!!
-------------------------------------------------------------------------
غزة من المحنة إلى المنحة .. !
لم تنته آثار العدوان الصهيوني على قطاع غزة على الرغم من تنفيذ خطة الانسحاب آحادي الجانب التي تبناها الكيان الإرهابي , فما تزال آثار هذا العدوان شاهدة على غطرسة العدو وهمجيته والذي قام بهدم المنازل والمدارس والمساجد على رؤوس المواطنين العزل وأحرق الأخضر واليابس من أجل إبادة سكان غزة نساء وأطفالاً وشيوخاً حتي لا تقوم لهم قائمة , وعاش أهل غزة هذه المحنة بكل مرارتها لكنهم سرعان ما حولوا المحنة بصمودهم الأسطوري إلي منحة علمت كل أحرار العالم دروساً عظيمة في الصبر والتحدي وقد استلهمنا منها دروساً وعبر ستظل الأجيال القادمة تنهل منها أمداً طويلاً ومن هذه الدروس :
1- الصمود الأسطوري طوال فترة الحصار والقصف الجوي والبري والبحري وبسالة المقاومة وتفاني سكان غزة في مواجهة آلة الحرب الشيطانية التي لم تستطع إذلال أهل غزة رغم تزايدأعداد الشهداء والجرحى .
2- بعث قضية فلسطين من جديد وخلق أجيال جديدة في البلاد العربية والإسلامية تحمل الراية التي لن تنحني حتى ترفرف خفاقة فوق بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين .
3- كشف العدوان الأقنعة الزائفة للمرتجفين من القادة العرب الذين يحاولون تركيع الأمة وتخوفيها بالبعبع ( الصهيو أمريكي ) وهم في الحقيقة يبحثون عن مصالح شخصية وزعامات زائفة .
4- كشف العدوان غطرسة العدو وجبنه على الرغم من بساطة سلاح المقاومة التي كبدته خسائر فادحة في جنوده , ولم يجرؤ على الإفصاح عن أعداد قتلاه الذين قتلوا ( بنيران صديقة ) كما يزعم على غرار ما تعلمه في مدرسة الأمريكان إبان حرب الخليج .
5- ملحمة صمود أهل غزة وحدت شعوب الأمة من المحيط إلي الخليج وأثبتت للعالم بأسره أن هذه الشعوب لن تموت ، ولو خذ لها حكامها وأن فلسطين ستظل قضية أمة وليست قضية شعب .
6- تحولت المحنة إلي منحة ونحن نشاهد أحرار العالم في أوربا وآسيا وأمريكا اللاتينية يتضامنون مع أهل غزة ويطالبون بطرد سفراء العدو ويصفونه بأبشع التهم وما قام به رئيسا فنزويلا وبوليفيا عندما طردا سفيري العدو يعد علامة فارقة في التاريخ وهو ما لم يستطع الحكام العرب القيام به .
7- تحولت المحنة إلي منحة بعدما شاهدته بأم عيني في أعماق صعيد مصرـ المهمش إعلامياً – حينما راح الشباب والفتيات وتلاميذ المدارس يجمعون التبرعات المادية والمساعدات من أهلهم ويتبرعون بدمائهم لسكان غزة المصابين ويبدون رغبتهم في الاستشهاد دفاعا عن أهل غزة وقضيتهم ، وذلك ما غرس الأمل داخلي ورسخ عقيدة رددتها الشعوب العربية كثيراً بأن شعب مصر سيظل درع هذه الأمة وسيفها المسلط على رقاب أعدائها حتى تقوم الساعة .
8- شكراً أهل غزة ... شكراً لرجال المقاومة الأبطال لقد وحدتم شعوبنا في شعب واحد، وبعد انتصار حزب الله في لبنان في العام 2006 م على العدو وانتصاركم العظيم بصمودكم الأسطوري نقول لحكومة العدو الإرهابي يتبقى لجنودكم ثلاث جولات ويقتلون بنيران صديقة .. !
_________________________________________________________