من يمنع المأساة ؟!
أسقفية قرطبة تشتري "جامع
قرطبة" الشهير بـ 30" يورو" لتحوله لكنيسة..!
بقلم : الطيب أديب
==========
فتح المسلمون شبه جزيرة إيبريا
سنة 92 هـ والتي تشمل أسبانيا والبرتغال حاليا،
و كانت تسكنها قبائل الفندال أو
الوندال ومن هنا سميت البلاد بفانداليسيا
وحرفها العرب إلى أندوليسيا ثم أندلس.وكانت هذه البلاد تتصف بالهمجية الشديدة والجهل والظلم..وفي غضون سنوات
حولوها لواحة تشع علما وعدلا على جيرانها..واهتم الأمراء المسلمون بإنشاء دور
العلم والمكتبات والمساجد الفخمة التي لم يقتصر دورها على العبادة فقط وإنما أولت
التعليم ونشر العلم دورا مهما،ومن أشهر هذه الجوامع وأعرقها جامع قرطبة. والذي يقوم فوق
بقعة صخرية تقع جنوب غربي المدينة على مقربة من القنطرة العربية القديمة على نهر
الوادي الكبير، وتحيط به الدروب الضيقة من جوانبه الأربعة.واستغرق بناء المسجد في شكله النهائي نحو قرنين من الزمن،
فقد بدأ العمل في بنائه عام 169هـ/785م في عهد عبد الرحمن الداخل الذي أمر بجلب
الأعمدة والرخام له من أربونة وأشبيلية والقسطنطينية، وكانت المئذنة قائمة على
واجهة جدار الصحن ،وسماه المسلمون بجامع الحضرة قبل أن يحوله الأسبان
لكاتدرائية مسيحية ويسموه بـ ( مسجد الكاتدرائية ) .
ولم يقتصر دور جامع قرطبة على العبادة فقط، وإنما
كان أيضًا جامعة علميَّة تُعَدُّ من أشهر جامعات العالم آنذاك، وأكبر مركز علمي في
أوربا، واحتوى على مدرسة و مكتبة ضخمة تضم نحو 400000 مخطوطة مجلدة بالجلد القرطبي
المزخرف وضعت في متناول الدارسين.ومن خلاله انتقلت العلوم العربية إلى الدول
الأوربية على مدى قرون، وكان يُدرس في هذه الجامعة كل العلوم، و يُختار لها أعظم
الأساتذة، ويفد إليه طلاب العلم من الشرق والغرب على السواء؛ مسلمين كانوا أو غير
مسلمين.وعندما
سقطت مدينة "قرطبة" على يد "فرناندو الثالث" ملك قشتاله العام
(633هـ=1236م) أزال كل ما يَمُتّ للإسلام بِصلة في الأندلس، التي شهدت أزهى عصورها
تحت حكم المسلمين لنحو ثمانية قرون.
وقد استغلت أسقفية قرطبة وجود
قانون يسمح بتسجيل ملكية المعابد بأثمان رمزية، وقامت في صمت بتسجيل الجامع الشهير
في ملكيتها مقابل شرائها له بـــ (30 يورو
) في العام 2006 م، وينتظر أن تتحول هذه المعلمة التاريخية بشكل رسمي إلى ملكية
الأسقفية في العام 2016 م(
والتي تهل علينا بعد شهور قليلة) وعندها ستطمس هويته الإسلامية تماما،ولن يعد
بإمكان مسلمي الأندلس أنفسهم الصلاة بالمسجد،وسيتم تشويه أشهر معلم عربي إسلامي
كان يميز مدينة قرطبة التي كانت حاضرة الدنيا لعدة قرون .