الدكتور "جمال حمدان" مؤسس مدرسة متفردة في التفكير الاستراتيجي..!
***************
العبقري د. جمال حمدان واستشراف المستقبل:
===================
أخلص دكتور جمال حمدان لعلم الجغرافيا
، و شكل بمفرده مدرسة راقية في التفكير الاستراتيجي المنظم ، مزج فيها بطريقة غير
مسبوقة ما بين علم الجغرافيا، الذي لا يتعدى مفهومه لدى البعض نطاق الموقع
والتضاريس ، وعلوم التاريخ والاقتصاد والسياسة، ليخرج لنا مكون جديد اسماه "
جغرافيا الحياة " . وأوضح حمدان في مقدمة كتابه الموسوعي " شخصية مصر
" ، المقصود بتلك الجغرافيا موضحا أنها : "علم بمادتها، وفن بمعالجتها،
وفلسفة بنظراتها.. وهذا الرؤية ثلاثية الأبعاد في التعاطي مع الظاهرة الجغرافية
تنقل عالم الجغرافيا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التفكير، ومن جغرافية الحقائق
المرصوصة إلى جغرافية الأفكار الرفيعة.
وامتلك العبقري دكتور جمال حمدان قدرة ثاقبة على استشراف المستقبل متسلحا
في ذلك بفهم عميق لحقائق التاريخ ووعي متميز بوقائع الحاضر :
1- في عقد الستينيات ، وبينما كان الاتحاد السوفيتي
في أوج مجده ، والزحف الشيوعي الأحمر يثبت أقدامها شمالا وجنوبا ، أدرك جمال حمدان
ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك في 1968م، فإذا
الذي تنبأ به يتحقق بعد إحدى وعشرين سنة، وبالتحديد في عام 1989 ، حيث وقع الزلزال
الذي هز أركان أوروبا الشرقية، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، وتباعد
دولها الأوروبية عن الاتحاد السوفيتي، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نفسه عام
1991م .
2-وفي كتابه " صفحات من
أوراقه الخاصة" ، نجد حالة نادرة من نفاذ البصيرة والقدرة الإستراتيجية على
المستقبل ، ففي الوقت الذي رأى البعض في إقرار قمة بروكسيل ( 13 ، 14 ديسمبر 2003)
تشكيل قوة عسكرية أوروبية منفصلة عن حلف الأطلسى بداية لانهيار التحالف التاريخي
بين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، نجد ان جمال حمدان قد تنبأ بهذا الانفصال
منذ نحو 15 عاما ، مشيرا إلى انه " بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وزواله، بدأ
البحث عن عدو جديد، قيل: إنه الإسلام، نؤكد أن الإسلام خارج المعركة والحلبة، هو
فقط كبش فداء مؤقت، أما العدو الحقيقي الفعال فسيظهر من بين صفوف المعسكر المنتصر
بالغرب، وسيكون الصراع الرهيب بين أمريكا وأوربا الغربية أو اليابان " .
ويضيف في موضع آخر من الكتاب " " لقد بدأت الحـرب البـاردة بالفعل بين
شـاطئ الأطلسي، بين أوروبا وأمريكا، لقد انتقلت الحرب الباردة من الشرق - الغرب،
أو الشيوعية- الرأسمالية، إلى داخل الغرب نفسه ، وداخل الرأسماليين القدامى خاصة
بين فرنسا وألمانيا في جبهة ، بريطانيا وأمريكا في الجبهة المضادة .
3- ، توقع د.جمال حمدان سعي الغرب لخلق صراع مزعوم بين الحضارات من أجل حشد أكبر عدد من الحلفاء ضد العالم الإسلامي، حيث أكد انه " بعد سقوط الشيوعية وزوال الاتحاد السوفيتي، أصبح العالم الإسلامي هو المرشح الجديد كعدو الغرب الجديد. وإلى هنا لا جديد. الجديد هو أن الغرب سوف يستدرج خلفاء الإلحاد والشيوعية إلى صفه ليكوّن جبهة مشتركة ضد العالم الإسلامي والإسلام، باعتبارهم العدو المشترك للاثنين، بل لن يجد الغرب مشقة في هذا، ولن يحتاج الأمر إلى استدراج:" سيأتي الشرق الشيوعي القديم ليلقي بنفسه في معسكر الغرب الموحد ضد الإسلام والعالم الإسلامي"، وهو ما تحقق بالفعل ، حيث وضع" صموئيل هنتنجون" في كتابه " صدام الحضارات " الخطوط الفكرية العريضة لهذا الحلف ، فيما يخوض المحافظون الجدد في البيت الأبيض غمار معاركه الفعلية ، في إطار ما بات يعرف بالحرب على الإرهاب، والتي لا تخرج عن كونها ستارا لحرب شاملة على الإسلام .
3- ، توقع د.جمال حمدان سعي الغرب لخلق صراع مزعوم بين الحضارات من أجل حشد أكبر عدد من الحلفاء ضد العالم الإسلامي، حيث أكد انه " بعد سقوط الشيوعية وزوال الاتحاد السوفيتي، أصبح العالم الإسلامي هو المرشح الجديد كعدو الغرب الجديد. وإلى هنا لا جديد. الجديد هو أن الغرب سوف يستدرج خلفاء الإلحاد والشيوعية إلى صفه ليكوّن جبهة مشتركة ضد العالم الإسلامي والإسلام، باعتبارهم العدو المشترك للاثنين، بل لن يجد الغرب مشقة في هذا، ولن يحتاج الأمر إلى استدراج:" سيأتي الشرق الشيوعي القديم ليلقي بنفسه في معسكر الغرب الموحد ضد الإسلام والعالم الإسلامي"، وهو ما تحقق بالفعل ، حيث وضع" صموئيل هنتنجون" في كتابه " صدام الحضارات " الخطوط الفكرية العريضة لهذا الحلف ، فيما يخوض المحافظون الجدد في البيت الأبيض غمار معاركه الفعلية ، في إطار ما بات يعرف بالحرب على الإرهاب، والتي لا تخرج عن كونها ستارا لحرب شاملة على الإسلام .
4-من
الرؤى المستقبلية التي طرحها جمال حمدان ، وتبدو في طريقها إلى التحقيق ، تلك
النبوءة الخاصة بانهيار الولايات المتحدة، حيث كتب حمدان في بداية التسعينات يقول:
"أصبح من الواضح تمامًا أن العالم كله وأمريكا يتـبادلان الحقد والكراهيـة
علنًا، والعالم الذي لا يخفي كـرهه لها ينتظر بفارغ الصبر لحظة الشماتة العظمى
فيها حين تسقط وتتدحرج، وعندئذ ستتصرف أمريكـا ضد العالم كالحيوان الكاسر الجريح
" ، ومضى مضيفا" "لقد صار بين أمريكا والعالم "تار
بايت" أمريكا الآن في حـالة "سعار قوة" سعار سياسي مجنون،
شبه جنون القوة، وجنون العظمة، وقد تسجل مزيدًا من الانتصارات العسكرية، في مناطق
مختلفة من العالم عبر السنوات القادمة، ولكن هذا السعار سيكون مقتلها في النهاية " .
5-ومن رؤى
د.جمال حمدان المستقبلية في أوراقه ، تلك
المتعلقة بعودة الإسلام ليقود من جديد ، حيث يقول "يبدو لي أن عودة
الإسلام أصبحت حقيقة واقعة في أكثر من مكان ، عودة الإسلام حقيقة ودالة جدًا تحت
ناظرينا" ، ويلفت إلى انه " في الوقت نفسه يبدو أن ديناميات الإسلام
تختلف تمامًا ، فقديمًا كان الإسلام يتقلص في تراجع نحو الجنوب في جبهته الأوربية
وجنوب جبـهته الإفريقية، الآن هناك عودة الإسلام في أوروبا خاصة في طرفيها أسبانيا
وآسيا الوسطى ، إضافة إلى هجرة المسلمين إلى قلب أوروبا".
***************
قلب الأرض:
=======
(مصر متوسطة الدنيا و قلب الأرض، هي
أولًا دون مدارية بعروضها وإن لا مست أطرافها المدار، ولكنها متوسطية بعرضها، وإن
تماست معه بالكاد، وهكذا جمعت مصر في آن واحد بين قلب إفريقيا وقلب العالم القديم،
إفريقية هي إذن بالموضع، متوسطية بالموقع، فكما أنها تنتمي بالجغرافيا إلى
إفريقيا، فإنها تمت أيضًا إلى آسيا بالتاريخ، فهي البلد الوحيد الذي تلتقي فيه
القارتان وتقترب في الوقت نفسه من أوروبا، بمثل ما أنها الأرض الوحيدة التي يجتمع
فيها البحران المتوسط والأحمر: الأول قلب البحار وبحر الأنهار، والثاني بحر بلا أنهار
ولكنه بطولة وامتداده وموقعه كالنهر بين البحار).
"دكتور جمال حمدان-"شخصية مصر"
************
إما
القوة وإما الموت:
==========
(مصر
اليوم إما أن تحوز القوة أو تنقرض إما القوة وإما الموت فإذا لم تصبح مصر قوة عظمى
تسود المنطقة فسوف يتداعى عليها الجميع يوما ما كالقصعة أعداء وأشقاء وأصدقاء أقربين
وأبعدين..! ).
"من
مذكرات د.جمال حمدان"
************
فلسطين عين القلب:
==========
(إن فلسطين عين القلب من العالم الإسلامي، لا جغرافيا فحسب، بل
ودينيا أولاً وقبل كل شيء. إن يكن العالم العربي هو قلب العالم الإسلامي روحياً
وموقعاً، فإن فلسطين - كمصر في هذا الصدد - هي أرض الزاوية من العالم الإسلامي
طبيعياً. وبالفعل فإنها تقع في صرة العالم الإسلامي تتوسطه - ما بين الصين شرقاً
والأطلسي غرباً وما بين وسط آسيا شمالاً وجنوب أفريقيا جنوباً. إن مكانة فلسطين في
العالم الإسلامي تتلخص ببساطة وبما فيه الكفاية في أنها من منطقة النواة وقدس
الأقداس فيه أرضا وديناً).
"د.جمال حمدان – كتاب العالم الإسلامي المعاصر"
الخطر
الصهيوني:
=========
(فالخطر
الصهيوني لا يستهدف الأرض المقدسة في فلسطين فحسب"، وإنما "يمتد من
النيل إلى الفرات شرقاً بغرب، ومن الاسكندرونة حتى المدينة شمالاً بجنوب. وهذا
وذاك يعني نصف المشرق العربي بالتقريب، ويضم كل أرض الإسلام المقدسة بل وكل دائرة
الرسالات، ويرادف قلب العالم العربي، وفي الوقت نفسه صرة العالم الإسلامي).
"د.جمال حمدان – كتاب العالم الإسلامي المعاصر"
************
كتاب "اليهود أنثروبولوجيا":
==============
ويعد دكتور جمال حمدان ، صاحب السبق في
فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب
ما قبل الميلاد، وبرهن في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام
1967م بالأدلة العملية أثبت حمدان أن اليهود المعاصرين الذين يدعون انتماءهم إلى
فلسطين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، ولكنهم منتمين إلى
إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين "بحر قزوين"
و"البحر الأسود"، واعتنقوا اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما
أكده بعد ذلك بعشر سنوات "آرثر كويستلر" مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة
الذي صدر عام 1976 م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق