الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

الأقصى يستغيث


الأقصى يستغيث فهل من مغيث ..؟
كتب :الطيب أديب

يعد المسجد الأقصى من أهم المعالم الإسلامية قدسية عند المسلمين وهو ثاني مسجد وضع على الأرض وأول القبلتين وثالث الحرمين والصلاة داخله تعادل خمسمائة صلاة ، وقد ورد ذكر الأقصى في القرآن الكريم في أول سورة الإسراء قال تعالى :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير "
وأول من بنى المسجد الأقصى سيدنا آدم عليه السلام عندما أمره الله تعالى ببنائه فاختط حدوده بعد أن أرسى قواعد البيت الحرام بأربعين عاما ، وقيل بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام ومن بعده إسحق ويعقوب عليهما السلام ، وأعاد سيدنا سليمان عليه السلام بناء المسجد الأقصى في العام 1000ق .م تقريبا . وعند الفتح الإسلامي للقدس العام 636م الموافق 15هـ بنى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه المصلى القبلي كجزء من المسجد الأقصى ، وفى عهد الأمويين بنى الخليفة عبد الملك بن مروان قبة الصخرة . ويقع المسجد الأقصى جنوب شرق مدينة القدس ( البلدة القديمة ) ويحوى داخل المنطقة المحاطة بالسور المستطيل ما يقرب من مائتي معلما إسلاميا وللمسجد الأقصى أربعة عشر بابا منها أربعة أبواب مغلقة وعشرة أبواب مفتوحة منها باب المغاربة وباب السلسلة وباب المتوطأ وباب القطانين وباب الناظر وباب الغوانمة وباب الخليل وغيرها ويضم الأقصى أربعة مآذن وهي مئذنة باب المغاربة ومئذنة باب الغوانمة ومئذنة باب السلسلة ومئذنة باب الأسباط .
مسجد قبة الصخرة: وهي عبارة عن مبنى مثمن ذو قبة ذهبية يتوسط مساحة المسجد الأقصى وهو من أقدم المعالم الإسلامية وبناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ويوجد داخل الأقصى أكثر من 11 قبة غير قبة الصخرة وبنيت هذه القباب في عصور تاريخية إسلامية متعاقبة ( أموية – أيوبية – مملوكية – عثمانية ) وبنيت لتكون مقراً للعبادة والتعليم .
المصلى المراوني : ويقع تحت أرضية المسجد الأقصى في جهة الجنوب الشرقي
الأقصى القديم : ويقع تحت المسجد الأقصى وبناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى
حائط البراق : وهو الحائط الغربي للمسجد الأقصى ، ويدعى اليهود بأنه الجزء المتبقي من المعبد اليهودي القديم المسمى بهيكل سليمان الذي حطمه الروم ، وأثبتت جميع الحفريات أنه من الآثار الإسلامية ولا وجود للمعبد اليهودى المزعوم في المنطقة .
الهيكل المزعوم : قامت العقيدة الصهيونية على الهدم والقتل وطمس المعالم التاريخية لكل ما هو غير صهيوني وقال " هرتزل " الأب الروحي للحركة الصهيونية : (إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها وسوف أحرق الآثار

التى مر عليها قرون ) . وقال " ديفيد بن جوريون" : ( لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل ) ومن هنا يحاول الصهاينة منذ احتلالهم لفلسطين تهويد القدس و إزالة كل المقدسات والآثار الإسلامية خاصة المسجد الأقصى بزعم إعادة بناء هيكل سليمان الذي بني على أنقاضه المسجد الأقصى حيث يعتقد اليهود الصهاينة وبعد الطوائف المسيحية خاصة ( البروتستانتية ) ( المسيحية الصهيونية ) أن هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء هيكل سليمان من شروط عودة المسيح ووقوع معركة " هرمجدون " للقضاء على الأشرار وهم المسلمون تحديداً .
محاولات هدم الأقصى : قام الصهاينة بمحاولات عديدة لهدم المسجد الأقصى أبرزها :
- محاولة حرق المسجد الأقصى العام 1980م حيث قامت بها جماعات صهيونية بقيادة " مائيركاهانا " و " باروخ غرين " .
- في العام 1982 م خططت جماعة صهيونية بقيادة " يهودا عتسيون " لنسف المسجد الأقصى
- قامت جماعة " غوش أمونيم " باقتحام الأقصى فى العام 1989م .
- في العام 1988 حصلت جماعة ( أبناء الهيكل ) على ترخيص رسمي من حكومة الكيان الصهيوني لتنفيذ مخططاتها تحت مسمى (مؤسسة العلوم والأبحاث وبناء الهيكل ) وأعدت الجماعة بقيادة مؤسسها " يسرائيل آرييل " رسماً تخطيطياً للهيكل المزعوم المزمع إقامته على أنقاض المسجد الأقصى .
- قامت الجماعات الصهيونية المتطرفة بإجراء عدة حفريات بجوار باب المغاربة بعمق 18 متراً أسفل سور القدس المشيد من الحجر الجيري فوق تربة غير متجانسة ، وقامت قوات الاحتلال الصهيوني مؤخراً بإذابة الصخور بمواد كيماوية أسفل المسجد الأقصى وأزالت كل الأتربة ما جعل المسجد الأقصى معلقاً في الهواء ، وتصدعت أسواره الغربية ، وباتت جدرانه مهددة بالسقوط في أي لحظة .
إن إنقاذ المسجد الأقصى مسؤولية أمة لا مسؤولية شعب بعينه ومن واجب المسلمين في جميع أرجاء الأرض أن يثوروا ويهبوا لنجدة أول القبلتين وثالث الحرمين فمتى نلبي نداء الأقصى الذي يستغيث منذ زمن ولا مجيب .. فهل من مغيث قبل فوات الآوان ؟!

ليست هناك تعليقات: